عن أهمية الصحافة البيئية 

مادة مترجمة – كيتلين ماكدونالد –

يُنظر إلى الصحفيين والصحفيات البيئيين على أنهم أصوات الكوكب، وعليهم التثقيف بالنيابة عنه. يتعلق جزء كبير من عملهم/ن بالكتابات عن العالم غير البشري وتأثير ذلك على البشرية. يتطلب ذلك معرفة بالممارسة العلمية واهتماماً شديداً بالسياسات والمنظمات البيئية.

كانت إحدى الخطوات الأولى نحو دمج الصحافة البيئية في وسائل الإعلام الرئيسية هي إنشاء جمعية الصحفيين البيئيين في عام 1990، كما أن العديد من البرامج الأكاديمية بدأت تدريس الصحافة البيئية كجزء أساسي من برنامجها التعليمي.

كان عام 2018 عاماً ضخماً للصحافة البيئية. فقد أشارت منظمة السلام الأخضر Greenpeace إلى عدد من القصص البيئية الضخمة، وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن خيبة الأمل المتزايدة بشأن اتفاقية باريس لتغير المناخ لعام 2015، وناقشت منظمة بروبابليكا ProPublica حقيقة أن أمريكا رأت حرائق الغابات في كاليفورنيا قادمة وقالت إنها كانت نتيجة لفشل حكومي ممنهج، وناقشت صحيفة الغارديان ما رأت أنه المحرك الرئيسي لقافلة المهاجرين، وهو تأثير تغير المناخ في أمريكا الجنوبية والوسطى.

تعد جائزة سيل SEAL للصحافة البيئية، وضمناً الصحفي داميان كارينغتون من صحيفة الغارديان، وهيروكو تابوتشي من صحيفة نيويورك تايمز، وجولي كارت من صحيفة كالماترز CALmatters، من بين الجهات الفاعلة الحاسمة في الصحافة البيئية، وكذلك تعد المؤسسات الإعلامية التي يُنظر إليها على أنها من أعمدة الصحافة البيئية مثل مؤسسة The Ecologist البريطانية وDe Digg – Climate Change التي تسرد أخبار تغير المناخ المنتشرة على نطاق واسع، ومكتب المناخ Climate Desk، هو منظمة تعاونية مستقلة معنية بتأثير تغير المناخ.

ستصبح الصحافة البيئية أكثر أهمية على نحو متزايد مع بدء تأثير القضايا المتعلقة بتغير المناخ على المزيد والمزيد من الناس. هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات مباشرة تتعلق بالتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، كما رأينا بالفعل في غرق دول جنوب المحيط الهادئ وتزايد التوترات المتعلقة بالمناخ في شمال أفريقيا. وستكون الصحافة البيئية في طليعة هذا الأمر حيث نحتاج إلى تقارير مستقلة وغير متحيزة عن آثار التغير البيئي على المجتمع.

وكما ذكر موقع ”إيكو بيزنس مجتمع آسيا والمحيط الهادئ المستدام“، “من العمل كرقيب على الشركات المخطئة إلى زيادة الوعي، فإن لوسائل الإعلام دور مهم في مكافحة تغير المناخ والتدهور البيئي“.

ينظر الكثيرون إلى الصحافة البيئية على أنها واحدة من أخطر التغطيات الصحفية، كما ذكرت مجلة فانيتي فير ومركز بوليتزر. وذلك لأنها تتضمن تغطية الخلافات المتعلقة بالبيئة والتي تتناقض مع الصفقات التجارية المؤثرة والمعاهدات الحكومية والممارسات غير القانونية. وهناك العديد من الأمثلة على الصحفيين البيئيين الذين وقعوا في هذه الخلافات حيث يواجه العديد منهم عقوبة السجن أو ما هو أسوأ من ذلك. وقد سلط ممثل منظمة ”مراسلون بلا حدود“ الضوء على هذا الاتجاه المثير للقلق، مشيراً إلى أن 15% من القضايا التي ترصدها المنظمة في جميع أنحاء العالم مرتبطة الآن بالبيئة.

يشير الصندوق العالمي للطبيعة WWF إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الصحافة البيئية، مثل عدم وجود تدريب صارم للصحفيين الذين يكتبون في المسائل العلمية. كما أن إمكانية الوصول إلى المعارف الحكومية حول القضايا البيئية محدودة في العديد من البلدان، كما أن إجراء المقابلات مع المواطنين محفوف بالمخاطر.

تتمتع المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بأصوات راسخة في مجال الصحافة البيئية، وهو ما تبرزه المنظمات والجوائز المذكورة أعلاه. ومع ذلك، فقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن البلدان النامية تواجه أول الآثار المنهكة لتغير المناخ. يجب أن تُسمع هذه الأصوات أيضًا في تدفق الأخبار العالمية. ولن يصبح المزيد من الناس على دراية بالتحديات التي يفرضها تغير المناخ إلا من خلال التقارير الواقعية والشاملة والبعيدة المدى.

كتبَ هذا المقال ونُشر في عام 2019 لصالح موقع The Byline Club.

Scroll to Top