مادة مترجمة –
جميعنا قلقون بشأن تغير المناخ، ولكن عندما يبدو الأمر وكأنه مشكلة للأجيال القادمة، نسائل أنفسنا: “هل سيؤثر تغير المناخ عليّ؟”. بغض النظر عما يهمكم، فإن تغير المناخ يؤثر بالفعل على عالمنا اليوم. وبينما لا يزال أمامنا الوقت للحد من أسوأ تأثير، إليكم عشرة أسباب رائعة تجعلنا جميعاً نهتم بتغير المناخ:
1. لأن النمور الثلجية والسلاحف والدببة القطبية كائنات رائعة
يعني تغير المناخ تغيرات كبيرة للحيوانات في جميع أنحاء العالم. لذا، إذا كنا نهتم بهذه الأنواع الرائعة، فيجب أن نهتم بأنّ تغير المناخ سيؤدي إلى صعوبة عثور هذه الحيوانات على غذائها، وإلى التقليل من موائلها -من الغابات إلى الجليد البحري إلى أنهار المملكة المتحدة-.
2. لأنكم تحتاجون إلى قهوتكم الصباحية
إذا كنتم من أولئك الأشخاص الذين يحتاجون إلى جرعة قهوة للبدء بيومهم، فقد يصبح صباحكم متجهماً. آثار التغير المناخي على القهوة موثقة بشكل جيد، ويشهد منتجو القهوة بالفعل انخفاضاً في المحاصيل ومزيداً من الآفات بسبب ذلك. وحتى إذا كنتم لا تشربون القهوة، فأنتم لستم في مأمن، فقد يتضرر إنتاج النبيذ أيضاً.
3. لأن الشعاب المرجانية مذهلة
قد يصبح العثور على نيمو أو دوري (أبطال أفلام رسوم متحركة تجري أحداثها في أعماق البحار) أكثر صعوبة مع انهيار بيوتهم الجميلة تحت ضغط مناخنا المتغير. يتسبب ارتفاع درجات حرارة الهواء والمحيطات في تبييض المرجان، حيث تفقد الشعاب المرجانية ألوانها وقد تموت. ويؤدي تحمّض المحيطات -بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي- إلى تفاقم المشكلة. واليوم، أصبح المحيط أكثر حمضية بنسبة 26% مما كان عليه في عام 1990، وقد شهد الحيد المرجاني العظيم للتو أحداث تبييض متتالية غير مسبوقة في عامي 2016 و2017. إن تغير المناخ هو خبر سيء للغاية لأي شخص يأمل في رؤية الحيد المرجاني العظيم يوماً ما.
4. لأننا جميعاً بحاجة إلى مياه نظيفة
هل تعلمون بأن 2 من كل 3 أشخاص في جميع أنحاء العالم يعيشون في مناطق تعاني من ندرة شديدة في المياه؟ حتى الزيادة الطفيفة في درجات الحرارة العالمية ستؤدي إلى زعزعة استقرار دورة المياه ويمكن أن تزيد من ندرة المياه سوءاً. ويؤثر تغير المناخ على أنماط هطول الأمطار، مما يعني أن الجفاف والفيضانات سيكونان أكثر شيوعاً وأكثر شدة. وعلى الرغم من أن الأمر لا يمكن مقارنته بالفيضانات المهددة للحياة، إلا أن التغير المناخي قد يجعلكم تتأخرون بالفعل عن الوصول إلى أماكن عملكم.
5. لأننا جميعاً نكره منظر السياسيين الذين يرتدون أحذية ذات كعب عالٍ
لقد تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة على مستوى العالم في السنوات الأخيرة، والفيضانات في المملكة المتحدة تزداد سوءاً. وعاماً بعد عام رأينا السياسيين يخوضون في الفيضانات، ويقفزون في قوارب ويتجادلون مع بعضهم البعض في ويستمنستر. إن الطقس القاسي الأكثر تواتراً وشدة هو نتيجة موثقة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لدينا، وقد تزداد التكلفة السنوية للفيضانات في المملكة المتحدة 15 ضعفاً بحلول عام 2080. نحن بحاجة إلى أن نرى السياسيين يتخذون إجراءات جادة بشأن الحد من البصمة الكربونية للمملكة المتحدة، وليس البحث عن فرصة التقاط الصور التالية.
6. لأن الغابات المطيرة مذهلة
تعتبر الغابات المطيرة فريدة من نوعها، ولا يمكن الاستغناء عنها، وغالباً ما توصف بأنها “رئة العالم”، فهي من أثمن الموائل على هذا الكوكب. هي مذهلة حقاً؛ فغابات الأمازون، على سبيل المثال، موطن لعشر الكائنات الحيّة المعروفة على الأرض. ومع ذلك، فإن أكثر من ثلث غابات الأمازون المطيرة مهددة بالفعل بسبب تغير المناخ. هذا سلاح ذو حدين أيضاً: فتدمير الغابات في جميع أنحاء العالم -لأغراض الزراعة بشكل رئيسي- هو سبب رئيسي لتغير المناخ، حيث يولّد هذا الفعل كمية هائلة من غازات الدفيئة.
7. لأننا جميعاً نستحق أن نتنفس هواءً نظيفاً
مع تزايد انبعاثات الكربون، من المنطقي أن نواجه تدني في جودة الهواء، وهذا يؤثر على صحة الإنسان، وخاصة الأطفال. يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى الإصابة بالربو وأمراض القلب والرئة. إن الضباب الدخاني الخبيث في بكين هو تذكير واضح بذلك، كما أنّ نوعية الهواء السيئة تتصدر عناوين الصحف في المملكة المتحدة كذلك، وقد وصفها أعضاء البرلمان بأنها “حالة طوارئ صحية عامة”.
8. لأن التكنولوجيا النظيفة مثيرة للاهتمام
ليست كل الأخبار سيئة. فقد جاءت بعض أكبر التطورات في مجال التكنولوجيا على مدى السنوات القليلة الماضية من محاولة الحد من اعتماد البشرية على ثاني أكسيد الكربون وابتكار بدائل له. تسمح لنا الألواح الشمسية وتحويل طاقة الأمواج ومزارع الرياح بتسخير قوة الطبيعة بطريقة نظيفة، وحصاد الطاقة دون الإضرار بالبيئة أو تدمير الموائل. وفي الوقت نفسه، تساعد الأدوات الأنيقة -مثل الروبوت بحجم Wall-E الذي يمكنه عزل منزلك لتوفير الطاقة- على خفض الكربون في أماكن غير متوقعة. إن المزيد من هذه التكنولوجيا قد يعني مستقبلاً أنظف وأكثر صحة لنا ولكوكبنا، لأن التكنولوجيا النظيفة لا تساعد الطبيعة فحسب، بل لديها أيضاً القدرة على بناء مدن صديقة للبشر، مدنٌ أفضل وأكثر سهولة في الوصول إليها.
9. لأننا جميعا نتأثر، بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه في العالم
لن يؤثر التغير المناخي على الغابات أو الشعاب المرجانية أو حتى على الناس في البلدان البعيدة فحسب، بل سيؤثر علينا جميعاً. فمن الطقس الأكثر تطرفًا إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، إلى الاستجمام وانخفاض فرص تقدير العالم الطبيعي، سيشعر الناس في كل مكان بآثاره. إن الحد من بصمتنا الكربونية ضروري بشكل أساسي لخلق عالم يزدهر فيه الناس والطبيعة.
10. من أجل الأجيال القادمة
نحن محظوظون لأننا نعيش في كوكب جميل ومتنوع ومثير للإعجاب. يستحق أطفالنا وجميع الأجيال القادمة الشيء نفسه.
إذا كنت تشعر بالقلق الآن، فأنت لست وحدك. فالملايين من الناس يعملون معاً من أجل كوكبنا. إن فعاليات مثل “ساعة الأرض” هي تذكير رائع بأن البشرية معاً قادرة على تحقيق أشياء عظيمة، ويمكننا إحداث التغيير للأسباب الصحيحة.
لقد تغير الكثير بالفعل منذ أن سمعنا لأول مرة عن التأثير المحتمل لتغير المناخ. فبدءاً من قمة الأرض في ريو دي جانيرو، ثم بروتوكول كيوتو واتفاقية باريس، تتسارع وتيرة العمل على نطاق عالمي. والآن من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نستخدم عملنا وأصواتنا لنقول للقادة السياسيين وقادة الأعمال أن العمل بشأن المناخ أمر ضروري للغاية.
المصدر الأصلي موقع WWF البريطاني