ليلى جروج –
يواجه السكّان في مدينة النبك صعوبات كبيرة في تأمين مياه الشرب، حيث تعاني المدينة من نقصٍ حادّ في المياه، بسبب ضعف كميّات ضخ المياه، ما دفع مجموعة من أبناء المدينة إلى إطلاق مبادرة شعبية تحت اسم “سقيا النبك”، بهدف إيصال المياه إلى كل بيت محتاج.
يقول مصدر في لجنة مياه الشرب في مدينة النبك لمجلة لحلاح: “انطلقت مبادرة سقيا النبك في التاسع من نيسان، وجاءت بعد دراسة من لجنة من المهندسين استمرت لأكثر من شهرين، تم خلالها وضع حلول إسعافيّة، وتم على إثرها تشكيل المبادرة من عدة أشخاص”، وعن هدف المبادرة يضيف: ” تهدف المبادرة إلى جمع مبلغ 300 ألف دولار عن طريق تبرعات الأهالي و مغتربي المدينة، وهو المبلغ المطلوب لحفر وتجهيز بئرين وصيانة بعض أعطال شبكة المياه في المدينة”.
تضمّنت الحلول الإسعافيّة خلال الشهرين الماضيين صيانة أعطال المضخات والبواري، وهي أعطال دوريّة، تحدث لعدة أسباب منها الكهربائية أو الميكانيكية، يقول ذات المصدر: “تم صيانة جميع المضخات، وصيانة بعض المشاكل البسيطة في الشبكة مثل الكسر أو التخريب، وتم تحقيق نتيجة جيّدة على أرض الواقع، لكن كميّة الإنتاج اليوميّ للمياه لا تغطي احتياجات المدينة”.
تجاوز المبلغ الذي تم جمعه من الأهالي 600 ألف دولار، بحسب منصة جود المسؤولة عن جمع التبرعات، كما وصل عدد التبرعات إلى 1662 حالة تبرُّع.
تاريخ المشكلة وأسبابها
أزمة المياه قديمة في النبك، تعود لأكثر من خمس سنوات، وتشمل قطاعيّ الشرب والريّ، ترجع أسبابها بحسب لجنة مياه الشرب في المدينة إلى تزايد عدد السكان من جهة، وخروج آبار المياه عن الخدمة، والتي أدت إلى ضعف كميّة إنتاج الآبار المُتبقيّة، كما أن عدم استقرار التيار الكهربائيّ سبب رئيس في استمرار هذه الأزمة.
تعددت المشاريع المتعلّقة بصيانة مياه النبك، سواء شبكة الري، أم شبكة المياه العامّة. يقول المصدر في لجنة المياه حول المشاريع القديمة التي تم طرحها ومتابعتها عبر وسائل الإعلام خلال الأعوام السابقة: “بالنسبة للمشاريع القديمة فقد كانت تهدف إلى تبديل الشبكة الداخليّة للمياه، عن طريق شركة عامة استلمت شبكة الأنابيب الداخليّة الواصلة إلى المنازل، لكن المشاكل الإداريّة والفساد حالا دون استمرار هذه المشاريع، والتي استمرت إلى وقت طويل يزيد عن 15 عاماً.”
أما المبادرات الأهليّة فهي التي كانت فاعلة على الأرض، يقول ذات المصدر: “أُطلقت مبادرة أهليّة بحتة منذ أربع سنوات تحت اسم ’’النبك أحلى’’، حيث عملت المبادرة على متابعة موضوع المياه بالكامل، وبشكل أهلّيّ بعيداً عن أي دعم من الدولة في ذلك الوقت، تمّت صيانة الآبار، وبناء خزان تجميعيّ، لكن العمل كان إسعافيّ بشكل عام، فالمشاريع المائية تحتاج متابعة دائمة وصيانات.”
تكاليف مرتفعة للحصول على مياه الشرب
يرى المصدر ذاته أن تأثير الأزمة الحاليّة متركّز بشكل كبير على مياه الشرب أكثر من الزراعة، ويعود ذلك لكون الآبار منفصلة عن بعضها، أما عن مياه الشرب وآلية حصول المواطنين في النبك عليها يقول: “بالنسبة لمياه الشرب فهي غير كافية، فالمياه المُنتَجة لا تكفي حاجة السكان، حيث يتم توزيع المياه كل ثمان أيام مرة للبيت الواحد، فالنبك مقسّمة إلى ثمانية أجزاء، كل يوم يتم توزيع المياه على جزء معيّن، ويتطلب الأمر سبعة أيام لتعود مرة جديدة، من يملك خزاناً صغيراً لا يمكنه تخزين المياه لسبعة أيام فيضطر إلى شراء صهريج ماء كل 3 أو 4 أيام ، مما يزيد من الأعباء الماديّة على الناس حيث يصل سعر المتر الواحد إلى 50 ألف ليرة سورية.” الجدير بالذكر أن مصادر مياه الشرب نظيفة وآمنة في مدينة النبك، ولا يوجد مصادر مياه ملوّثة بحسب ذات المصدر.
تطبيق الحلول على أرض الواقع
بعد مراحل طويلة من العمل والوعود التي قُطعت على أهالي النبك بالحصول على مصدر ثابت وآمن لمياه الشرب أنهى مصدر لجنة مياه النبك حديثه لمجلة لحلاح بشرح آلية العمل الحاليّة التي ستتبعها لجنة تصريف الأعمال في المدينة بعد أن تم جمع المبلغ، إذ يقول: “تم التواصل مع الجهات المعنيّة لاستكمال الموافقات اللازمة من وحدة مياه دمشق وريفها، كما تم الاتفاق مع أصحاب المهن من حفر وأيدي عاملة، وباشرت الفرق عملها على الأرض.”
أما عن إمكانيّة تركيب مولدات أو منظومة من ألواح الطاقة الشمسيّة، يقول: “يوجد مولدات لكن التكلفة التشغيليّة لها عالية جداً، والطاقة الشمسيّة تتطلب كمية ألواح كبيرة لأن المضخات ضخمة (125 حصان) كمان تتطلب أراضي واسعة بجانب الآبار لوضع الألواح، وهي أمور غير قابلة للتنفيذ.”
من جهة أخرى بيّن المصدر أن العمل قائم مع مؤسسة الكهرباء للحصول على خط معفي من التقنين، كما سيتم العمل على وضع أجهزة انفرتر جديدة للآبار القديمة والجديدة لحل مشكلة اختلاف التردد وعدم استقرار الشبكة.