شهد.. من الحقل إلى منصات التواصل الاجتماعي

ليدا زيدان

بعيداً عن الشكل المتداول لصناعة المحتوى، ومن قلب الطبيعة، قرّرت شهد الديب أن تقوم بتقديم خبراتها ومعرفتها لتساعد الفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية في التعرّف بشكل أكبر على المشاكل التي قد تواجههم أثناء الزراعة، كالآفات والأمراض التي قد تصيب النباتات والأشجار والحلول الممكنة لتجنّب ذلك.

بين أشجار ونباتات سهل الغاب، ومن قرية “جب رملة” في مصياف، تصوّر شهد محتواها، وهناك اختارت أن تبدأ مشروعها في صناعة المحتوى الزراعي والبيئي بهدف الوصول لأكبر عدد ممكن من المزارعين ومشاركتهم بالمعارف التي اكتسبتها في الجامعة.

يتزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن المخاطر البيئية وتأثير تغيّر المناخ على الكائنات الحية المختلفة، وخاصة النباتات، إذ يؤثّر بشكل مباشر  على نمو النبات وسلامتها وإنتاجها، ومن هنا أصبح الحديث عن طرق ووسائل حمايتها يكتسب أهمية خاصة.

قررت شهد الديب كسر الصورة النمطية واستخدام الوسائل الرقمية الحديثة لإيصال ما اكتسبته من معارف عن الزراعة، لتطلق مشروعها الخاص تحت مسمى “شهد والحقل”، وعن ذلك تقول لمجلة لحلاح: ” تخرّجت قبل ثلاث سنوات، وبعد بحث طويل عن عمل دون جدوى قرّرت أن أبدأ بمشروعي لأنني شعرت أنني أمتلك معلومات ولكنها مجمّدة لا أستخدمها، لذلك لجأت لمنصات التواصل الاجتماعي بهدف أن يستفيد أكبر عدد من الناس”.

تبلغ شهد الثامنة والعشرين من العمر، وهي حاصلة على إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حمص. “هدفي أن يصل صوتي لأكبر عدد ممكن من المزارعين والمهندسيين الزراعيين والناس في مختلف الأعمار، لأننا بلدنا زراعي ومن الضروري أن ننهض بالقطاع الزراعي”، توضّح شهد.

اختارت شهد أسلوباً خاصاُ في تقديم محتواها، حيث بدأت بتسجيل المقاطع المصورة من الأراضي الموجودة حول منزلها وفي قريتها، كما حرصت على إرفاق موسيقا تتناسب مع ما تقدمه، وبالرغم من أن مشروعها حديث، فقد بدأت في شهر أيلول الفائت، إلا أنها استطاعت تحقيق النجاح والوصول للمتابعين بأسلوبها البسيط.

تركز شهد على الحديث عن أمراض النباتات ومسبباتها والأعراض وطرق المكافحة والأدوية، وجميع المعلومات التي تفيد المزارعين بشكل مباشر. تقول: “قررت أن أبدأ بتقديم محتوى زراعي على منصات فيسبوك وإنستغرام لأنها الأكثر استخداماً.. أحاول أن أقدم المعلومات بلغة بسيطة تناسب الجميع وابتعدت عن استخدام المعلومات الصعبة والمصطلحات العلمية البحتة”.

بعد نشرها للفيديو الأول تفاجأت شهد بالقبول والمتابعة من قبل عدد كبير من الناس، ما شجعها على الاستمرار في مشروعها. تضيف بهذا الصدد: “شعرت بأن صوتي وصل للفلاحين والمزارعين وساعدهم، وبدأت تصلني أسئلة منهم، وهي استشارات مجانية.. الفائدة التي قدمتها جعلتني أشعر بحماس أكبر وبدأت بالحديث عن أمراض النباتات ونباتات الزينة”.

تعتبر شهد أن الزراعة في سوريا بحاجة للكثير من الدعم وأن المزارعين بحاجة للمعلومات. ” أتمنى أن يصبح لدي عملي الخاص الذي أستطيع من خلاله أن أقدّم الفائدة”، تقول شهد.

ترتبط الزراعة بالبيئة والمناخ، ويتعلق نجاحها بالعوامل الطبيعية، لذلك فإن أي تغير في فيها قد يؤثر على المحاصيل الزراعية ونمو النباتات وإنتاجها. “التغير المناخي يؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية.. هذا العام مثلاً أثّر الجفاف بشكل كبير على الأشجار في سهل الغاب مثل الزيتون وغيرها من المحاصيل لذلك نحن بحاجة لإيجاد الحلول لهذه المشاكل البيئية والزراعية”، توضّح شهد، وتردف: “وباعتبار أن الاقتصاد السوري يعتمد في جزء كبير منه على الزراعة فمن الضروري مراعاة العوامل المناخية ورفع الوعي ونشر المعلومات التي تساعد المزارعين في الحفاظ على محاصيلهم وتزيد من إنتاجيتها”.

Scroll to Top